08 May
08May

هل أحرق عمرو بن العاص مكتبة الإسكندرية عند فتح مصر؟

تبرئة سيدى عمرو ابن العاص من فرية  النصارى الذين اتهموة أنة أحرق مكتبة الأسكندرية أثناء الفتح العربى الفتح السلامي 


يُعد الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون Gustave Le Bon واحدًا من أشهر المؤرخين الأجانب الذين اهتموا بدراسة الحضارات الشرقية والعربية والإسلامية 

أورد في كتابه الشهير "حضارة العرب" (ص: 208 / 213) تعليقًا على الرواية المزعومة:

 

"أما إحراقُ مكتبَة الإسكندرية المزعوم فمِن الأعمال الهمجيَّة التي تأباها عادات العرب، والتي تجعَل المرء يسأل: كيفَ جازت هذه القصة على بعض العلماء الأعلام زمنًا طويلاً؟! وهذه القصة دُحضت في زماننا، فلا نرى أن نعود إلى البحث فيها، ولا شيء أسهلَ مِن أن نُثبت بما لدينا من الأدلة الواضحة أن النصارى هم الذين أحرَقوا كتبَ المُشركين في الإسكندرية قبل الفتح العربي بعنايةٍ كالتي هدموا بها التماثيل، ولم يبقَ منها ما يُحرق".

 

ويقول كذلك: "ولما أصبحَت النصرانية دينَ الدولة الرسميَّ، أمَر القيصر النصراني ثيودوز - وليس الخليفة عمر بن الخطاب - بإبادة مَعابِدِها وتماثيلها وكتُبِها الوثنية".

 

وقد اهتمَّ بمسألة الحرق كذلك ألفريد بتلر في كتابه "فتح العرب لمصر"؛ حيث اعتبر أن تهمة إحراق المسلمين للمكتبة سخافة ومحض خرافة مُستبعَدة علميًّا وعقليًّا، ولذلك فإنه كذَّب رواية أبي الفرج الملطي.

 


وفي كتاب "تاريخ المسيحية الشرقية" لعزيز سوريال عطية - ترجمة إسحاق عبيد - ذكَر أنَّ "رواية حرق العرب لمكتبة الإسكندرية من نسيج الخيال، وهي أقربُ إلى الأساطير في كلِّ تفاصيلها؛ حيث لا توجد مصادِر مُعاصِرة أو حوليَّة تُشير إلى الحادث من قريب أو بعيد، فعندما وصل العرب الإسكندرية سنة 642 م لم يَجدوا شيئًا من مكتبة البطالمة؛ فقد تمَّ إحراق المكتبة منذ زمن بعيد على يد يوليوس قيصَر عند هجومه على الإسكندرية؛ لمساعدة كليوباترا ضدَّ أخيها سنة 48 ق.م

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة